بداية تعرف الحوسبة السحابية على أنها الموارد والأنظمة الكمبيوترية المتوفرة على الشبكة ويمكنها تقديم الخدمات الكمبيوترية المتكاملة بدون التقيد بالموارد المتوفرة كمساحة التخزين و قوة المعالجة و حجم الذاكرة.
أي الحوسبة السحابية عبارة عن مجموعة من المصادر المتعددة من العتاد Hardware والبرمجيات Software تتوفر عن طريق الإنترنت وتدار من قبل طرف ثالث يدعى “مقدم الخدمة” أو “Provider” في مراكز بياناته Data Centers، يحصل العميل والذي يسمى “مشترك” على كل ذلك أو بعضه وفق نظام الدفع بحسب الاستخدام وهو المعتمد غالباً، حيث تدفع الشركات لقاء حصولها على خدمة الحوسبة السحابية ويتم تقدير المقابل وفق ما يستهلكه كل عميل من إمكانيات المعالجة ومساحة التخزين وحجم الذاكرة وعدد العملاء المسموح بهم للعمل وغير ذلك.
بكلمات أبسط.. بدلاً من ان تستخدم كمبيوترك للتواصل عبر شبكة وتخزن عليه البرامج والملفات وغيرها. يتم تخزين كل هذه الموارد على السحابة ( أي مراكز البيانات) ويصبح الكمبيوتر بمثابة أداة للتواصل مع هذه السحابة. وهكذا الحال مع مختلف الكمبيوترات الموجودة في شركة ما.. فبدلاً من وضع التطبيقات التي يعملون عليها على أجهزة الموظفين. يتم تركيب هذه التطبيقات في السحاب ويتم العمل عليها بشكل اعتيادي.
يمكن تصنيف الحوسبة السحابية في ثلاث أشكال رئيسية:
SaaS : Software as a service
وتعني أن تستخدم تطبيق معين مخزن في السحاب، مثلاً برنامج فوتوشوب موجود في مركز بيانات وتتصل به عبر الإنترنت وتقوم بتعديل الصور ثم الحصول على المخرجات، وكل ذلك وانت على السحابة وجهازك فقط أداة الإتصال. ولايمكن للمستخدم هنا التحكم بنظام التشغيل في السحابة ولا يتحكم بالعتاد ولا التوصيل الشبكي. ويمكن اعتبار يوتيوب ضمن هذا التصنيف، حيث ان مستعرض الفيديو في الموقع بمثابة التطبيق المحمل على السحابة وبواسطته تستطيع الوصول إلى مقاطع الفيديو الموجودة، لكنك لا تستطيع تغيير أي شيء في الموقع.
PaaS: Platform as a service
وتعني أن تستخدم السحابة كمنصة لوضع عدة تطبيقات عليها ويمكنك العمل عليها جميعاً كما يمكنك وضع نظام تشغيل كامل ايضاً ويكون هناك تكامل بين التطبيقات، فمثلاً تصمم شيء بالفوتوشوب ثم يتم ادخاله لتطبيق آخر فيقوم بالتحريك وإضافة المؤثرات فنحصل على مقطع فيديو مع صوت. مثل google apps وهي منصة تتيح لك إضافة تطبيقات حسب الرغبة.
IaaS: Infrastructure as a service
وهنا تقدم لها السحابة كبنية تحتية محدودة بقدرة معالجة معينة و حجم ذواكر ومساحة تخزين وعدد مستخدمين معين، ولك مطلق الحرية بإستخدامها بالطريقة التي تناسبك. فيمكنك مثلاً تنصيب عدة نظم تشغيل وتركيب عدة تطبيقات على كل نظام و سماح لعدد معين من المستخدمين بالدخول إلى كل نظام تشغيل لإستخدام تطبيقاته دون السماح بالخلط بينهم. أمازون مثال عن مزودي هذا النوع من خدمات السحاب.
فمثلاً شركة ما تريد تطبيق برنامج للبريد الالكتروني لتواصل موظفيها في كافة الفروع وعبر عدة دول تتواجد فيها، بدلاً من أن تشتري البرنامج وتؤسس المخدمات في مكاتبها وتتكلف أجور الربط ببعضها عبر الإنترنت وصيانتها، تقوم ببساطة بالتواصل مع مايكروسوفت (كمزود خدمة ) مثلاً لإستضافة البريد الالكتروني الخاص بك على مخدماتها، وبالتالي بدلاً من التواصل بين الموظفين على الشبكة المحلية، وتنصيب برنامج البريد على أجهزتهم.. اصبح بامكانهم الدخول على السحابة واستخدام البريد الالكتروني بسهولة.
ومثلاً لو كنت تستخدم برنامج CRM لإدارة علاقات الزبائن في شركتك، فيتطلب منك الامر شراء عدة اجهزة حاسوب بالإضافة للبرنامج وربطها شبكياً ببعض وتخزين هذه البيانات في قاعدة مركزية ومتابعة صيانتها وهذا الأمر مكلف جداً، فالبديل هو التواصل مع شركة تقدم خدمات مشابهة مثل sales force واستئجار خدمات الحوسبة السحابية مع برنامج CRM وفق حاجتك فقط مثلاً تتسع لخمسة آلاف زبون فقط وهذا هو نمط SaaS.
كل يوم نستخدم جميعاً خدمات الحوسبة السحابية على نطاق فردي بدون أن نشعر، فمثلاً البريد الالكتروني، و مستندات غوغل، ومواقع تحرير الصور، ومواقع تعديل الملفات الصوتية .. وغيرها من المواقع التي تقدم خدمات تقدمها بالعادة تطبيقات على الكمبيوتر، لكن هذه اصبحت توفرها عبر الإنترنت.
ومن اكبر التحديات التي تواجه الحوسبة السحابية هي الأمان بالدرجة الأولى، حيث لاتزال تتخوف الشركات من أمن معلوماتها المخزنة في السحاب من تسربها لجهات اخرى قد تستفيد منها، ويعمل مزودي الخدمة بشكل دائم على طمأنة المستخدمين عن أمان بياناتهم. والتحدي الآخر هو توقف العمل نتيجة عدم القدرة على الوصول إلى السحابة إثر إنقطاع الإتصال بالإنترنت.
ولاتزال تجربة الشركات في الشرق الأوسط بهذا المجال محدودة، فمؤخراً فقط قامت شركة موبايلي للإتصالات بطرح خدماتها في الحوسبة السحابية لقطاع الأعمال وذلك كأول شركة في المنطقة تقدم هذه الخدمات.
بكلمة واحدة : الحوسبة السحابية هي تطبيقات الويب.
بكلمة واحدة : الحوسبة السحابية هي تطبيقات الويب.
سنتعرف في هذه المقالة على أكبر عشرة شركات في هذا المجال، ونقدم لمحة عن كل شركة وسبب تميزها، معظم الشركات تقدم خدماتها بشكل مأجور ولكن بعضها يقدم تطبيقات مجانية او يساهم في ذلك.
10 -Verizon تملك العديد من المخدمات
استحوذت الشركة العام الماضي على شركة Terremark الناشئة في مجال الحوسبة السحابية بصفقة بلغت 1.8 مليار دولار، و بذلك اصبحت شركة فيرزيون من أفضل شركات الاتصالات التي تقدم خدمات الحوسبة السحابية, و تتحكم فيرزيون بالبنية التحتية للحوسبة و موصلات الشبكات بين الزبون والسحابة.
9- VMware تبيع التطبيقات للشركات التي تستخدمها من أجل بناء السحابة الخاصة بها.
لا تقدم VMware خدمات السحاب بنفسها، إنما تصنع برامج مثل vcloud الذي يستخدم لإنشاء السحابات. وبإستخدام هذه التطبيقات يمكن لكل شركة بناء سحابتها الخاصة مما يسمح لها بسهولة بنقل ضغط العمل بين محطات البيانات و السحابة.
حتى الآن هناك أكثر من مئة سحابة خاصة تم بنائها بإستخدام vcloud، وفيرزيون احدى تلك الشركات. وكلما تم بناء سحابات أكثر اصبح من الأسهم على الشركات بأن تنقل تطبيقاتها بين مختلف محطات البيانات التي تملكها بإستخدام خدمات VMware و عدة سحابات مختلفة.
8- Linode المفضل لدى مستخدمي لينوكس
هناك عدة طرق لإنشاء السحابات، و لينود تتميز بأنها تبني سحابات بتكاليف ثابتة وليس بحسب الاستخدام كما هو الحال في باقي الشركات، لذا يفضهل مستخدمي لينوكس. وتعد سحابة لينود البديل المفضل لدى كل من يتخلى عن خدمات أمازون.
7- Salesforce.com لأكثر من عشر سنوات ارتبط اسمها بالسحابة
لم تظهر Salesforce.com للعالم أن البرامج يمكن أن تباع كخدمات فحسب، بل ايضاً كانت واحدة من أكثر السحابات شيوعاً والتي يمكنها تشغيل التطبيقات المنزلية.
اشترت Salesforce.com شركة Heroku بمبلغ 212 مليون دولار وطورتها لتتمكن بواسطة خدماتها أن تعرض تطبيقات المبرمجين في السحابة بسهولة بالغة.
6- Citrix Systems تتغلب على VMware مع بعض النجاح
إن Citrix شركة أخرى تبني تطبيقات للسحاب، وتنافس بقوة شركات كبرى مثل VMware وغيرها. اشترت الشركة الناشئة Cloud.com وحققت منها أرباح تتجاوز 200 مليون دولار مما دفعها للدخول بقوة إلى مجال تطبيقات السحاب مفتوح المصدر والتي يمكن استخدامها لبناء السحاب. ومن بعدها قدمت تطبيقها مفتوح المصدر CloudStack إلى منظمة Apache التي تدير عدة مشاريع شهيرة مفتوحة المصدر.
والآن تختار الشركات إما شراء vCloud الخاص بشركة VMware أو الحصول على CloudStack مجاناً. لكن شركة Citrix لديها تطبيقاتها المدفوعة الخاصة بالسحابة، وكلما انتشر التطبيق المجاني أكثر اهتمت الشركات بالحصول على التطبيق التجاري المدفوع مما عزز من منافستها لشركة VMware.
5 – Red Hat تقدم سحابتها مجاناً
إن سحابة OpenShift من Red Hat اسم معروف بشكل واسع وذلك لأن امازون كانت تستخدمها في مشاريعها، وتجعل هذه السحابة من السهولة لمحبي لينوكس من إطلاق تطبيقاتهم عبر أمازون. وتقدم Red Hat برنامجها مجاناً لتستعرض إمكانياتها التقنية التي يمكن ان تنافس VMware.
4- غوغل نشأت في السحاب
غوغل تعمل على عدة صعد في مجال الحوسبة السحابية، فمثلاً محرك Google App يسمح للمطورين بتأسيس تطبيقاتهم سواء بلغة الجافا او البايثون. وتقدم غوغل هذا المحرك من أجل تشغيل مايكروسوفت اوفيس على السحاب مقابل أجور, واصبحت خدمات Google Cloud Storage بديل تفضله الشركات عن Amazon S3 لفترة طويلة من الوقت, والآن اصبح هناك Google Drive الذي سينافس كثير من خدمات التخزين السحابي ايضاً. وغوغل تقدم CloudPrint للطباعة عبر السحاب بين اجهزة غير متصلة ببعضها بشكل مباشر بشبكة. ولا ننسى نظام التشغيل ChromeOS الذي تعمل عليه غوغل والمتوقع أن يكون بالكامل مبني على السحاب بدلاً من تشغيل التطبيقات من القرص الصلب.
3- مايكروسوفت وصلت متأخرة
لم تعي مايكروسوفت إلا مؤخراً فكرة أن الحوسبة السحابية اصبحت جزءاً ضرورياً تتجه إليه الشركات الكبرى ولاحقاً الأفراد لما له من مزايا مهمة. وأطلقت Azure وهي منصة سحابية يمكن للمطورين ان يبرمجوا نفس التطبيقات التي تعمل على نظم تشغيل ويندوز، لتصير تعمل على السحاب. تقدم منصة Azure خدمات الوسائط المتعددة وبث الفيديو وبأسعار منافسة. وجرت شائعات مؤخراً مفادها أن Azure ستدعم لينوكس ايضاً، وهذا إن صح فهو سيشعل المنافسة بشكل أقوى مع أمازون وباقي الشركات المذكورة. وتملك مايكروسوفت تطبيقاتها الخاصة بالسحاب مثل اوفيس 360 و سكاي درايف للتخزين السحابي.
2- Rackspace تقود ائتلاف ضخم لتطبيقات السحاب المجانية
تعد شركة Rackspace بمثابة مزود للسحاب، وتستمد قوتها من تطبيق OpenStack المفتوح المصدر لإنشاء السحب. ويعتبر هذا التطبيق للحوسبة السحابية بمثابة نظام أندرويد للهواتف المحمولة.
لم ترغب Rackspace بالدفع لشركات اخرى مثل VMware من أجل الحصول على تطبيقات لايمكنها التحكم بها. لذا تعاونت مع ناسا بعدما اخترعت الأخيرة بعض تطبيقات السحاب الجيدة. هناك اليوم اكثر من 160 شركة وجهة تتعاون في برمجة OpenStack ليبقى مجانياً.
1- أمازون بالطبع
لا شك أن أمازون أهم شركة تقنية في مجال السحاب، والمميز في هذه الشركة انها تحافظ على روح الابتكار لديها، حيث انها دوماً تعمل وكأنها شركة ناشئة في السوق. ودوماً تتطلع لخطوة نحو الأمام. من الغريب القول أن شركة تأسست لتبيع الكتب اصبحت اليوم من أكبر الشركات التي تغير صناعة التكنولوجيا بشكل عام.
رأي خبير
إذا لم تقم الشركات العربية التقنية بتبني موضوع الحوسبة السحابية و خدماتها فستقوم هذه الشركات بالبحث عن بديل وسيكون هذا البديل بعيد جغرافياً وأيدولوجياً عن المنطقة العربية، وهذا ما يجعل بيانات شركات الأعمال في الشرق الأوسط بيد شركات اجنبية.
ويتخوف خبير تقنية المعلومات محمد حياني من أن تصبح كل معلوماتنا بيد الشركات الأجنبية بحيث لايتاح لنا سلطة عليها، لذلك ينبغي على الشركات التقنية العربية أن تتبنى الموضوع وتهتم فيه بشكل أكبر.
ومن المهم أن تتبنى الموضوع بطريقتها بحيث لاتقلد الخدمات التي تقدمها الشركات الغربية، فالمنطقة العربية بحاجة لتطبيقات و إمكانيات لا يحتاجها الغرب.
فالدور الذي يجب أن تلعبه الشركات التقنية الضخمة وهي شركات الإتصالات غالباً لأنها مادية وفنياً أقوى من الشركات التقنية الأخرى.
وما يحدث أن بعض الشركات العربية التي تبنت خدمات الحوسبة السحابية و تقدمها بطريقة تقليدية.
وما يحدث أن بعض الشركات العربية التي تبنت خدمات الحوسبة السحابية و تقدمها بطريقة تقليدية.
ومن النصائح التي يوجهها حياني أن تعمل الشركات العربية على مفهوم الحوسبة السحابية وتبسطه أكثر حتى يلاقي الرد والإستقبال المناسب عند الشركات ومدارء تقنية المعلومات بالشركات الكبيرة.
كما ينبغي نشر الوعي بشكل اكبر حول هذه الخدمة وعرضها بطريقة توفر التكاليف وانها استثمار في البنية التحتية وليست تكاليف غير مجدية
ومن ابرز الشركات التي قد تخدمها خدمات الحوسبة السحابية فهي الشركات النفطية، ولايقتصر الامر على ذلك فهي مجدية ايضاً للشركات المتوسطة أو الصغيرة فيمكنها استئجار خدمة حوسبة بمواصفات تكفيها بدلاً من شراء مخدمات و توظيف مهندسين وخبراء و رواتب ودعم فني وصيانة وغيره.
ومن ابرز الشركات التي قد تخدمها خدمات الحوسبة السحابية فهي الشركات النفطية، ولايقتصر الامر على ذلك فهي مجدية ايضاً للشركات المتوسطة أو الصغيرة فيمكنها استئجار خدمة حوسبة بمواصفات تكفيها بدلاً من شراء مخدمات و توظيف مهندسين وخبراء و رواتب ودعم فني وصيانة وغيره.
بات من الواضح أن الحوسبة في المستقبل ستنتقل للسحاب، لذا كونوا مستعدين لتقبل هذا التغيير عاجلاً أم آجلاً
الكاتب: محمد حبش
المصدر: عالم التقنية
.
الكاتب: محمد حبش
المصدر: عالم التقنية
.